في احتجاب المحجوب

لعله احتجب مللاً، لعله لم يعد لديه ما يقول..

 

لعله مشغول بصغائر الأمور الدنيوية ، لعله يتكسب…

 

لعله يصيف..

 

لعله يرسل رسالة احتجاج صامت على طراز غاندي…

 

لعله التواضع و الرغبة في عدم الظهور التي دفعته للركون حتى ينساه الآخرون…

 

هييهيي، لقد كانت الخاطرة الأخيرة مضحكة بشكل سخيف.

 

بعد النظر و التفحص، تبين لدينا أننا احتجبنا لأغراض تدوينية طظية بحتة.

 

كان على أن انغمس بشكل متواصل في الحياة اليومية و اتعرض لتفاهات المعيشة المصرية الخالصة حتى احتفظ بنقمتي و سخطي العميقين على البشر. كان على أن أنظر بعمق للسخافة و العبط. للنفسنة و التنبيط و التلميح و التعريض، و المزايدة و المنافقة، للصيام و النوم، للمواصلات و شيوخ المساجد، لبرامج التلفاز و حواديت المصاطب. لم يكن من المألوف و لا من الصحي أن أصحب أهل الفكر، و سطور الكتب و التحليلات طويلاً. يصبح المرء مستأنساً بعد فترة، و أنا لا أطيق الاستئناس. لا يمكنني أن أطظ مستأنساً. لا يجوز… لا يطظ.

 

جدير بالذكر أنك لا تذهب إلى الشواطئ لتكره البشر، كما أنك أيضاً لا تنهب أموالهم.

 

عيد سعيد… و كامل و فوزي و طنط بالأسكندرية.

 

سعيد… مش مبارك.

 

و طظ في المحجوب.

 

محجوب عبد الدايم

 

القاهرة 1930.

 

ملحوظة: ألف ألف حمد الله على سلامة الفاجومي. حفظه الله ذخراً للفقراء، و ألف طظ في الذبحات، و انسداد الشرايين، و مستويات الكوليسترول، و مستقبلات بيتا و ألفا.